السعودية تسعى لتحويل مفاوضات الكويت إلى مؤتمر طائف يمني جديد
5 مايو، 2016
1٬013 6 دقائق
يمنات – صنعاء
عبد العزيز ظافر معياد
– كان واضحا تركيز الغالبية العظمى من تقارير وسائل الاعلام الخليجية يوم الثلاثاء، على دخول عبداللطيف الزياني على خط المفاوضات والجهود الكبيرة التي بذلها لإنقاذ المفاوضات من الفشل وبصورة دعائية واضحة لا تخفى على المتابع العادي..
– يبدو ان مسرحية نجاح الزياني بعد يوم من تدخله وثلاث أيام من فشل ولد الشيخ في إعادة الطرفين الى طاولة الحوار، يراد منه التمهيد لإعادة تولى مجلس التعاون ملف المفاوضات بمساعدة اممية، و ليس كما هو حاصل في الوقت الراهن إدارة اممية بمساعدة خليجية، مع ملاحظة ان التعثر الأخير للمفاوضات تم اختلاق مبررات واهية من وجهة نظر وفد صنعاء على الاقل مخطط لها من قبل.
– ليس خافيا ان فشل الزياني السريع العام 2011 في جهود الوساطة مقابل نجاح جمال بن عمر في ذلك الوقت، ساهم في تكريس الدور الاممي على حساب الدور الخليجي، و يبدو ان ما يجري حاليا هو محاولة معاكسة لذلك، و كان لافتا تأكيد ولد الشيخ، الثلاثاء، انه يعول على دعم الزياني المعهود لجهود الأمم المتحدة متحدثا عن خبرته الطويلة في التعامل مع الملف اليمني، و هذه الخبرة الطويلة “الفاشلة” ستكون هناك حاجة ماسة لها في الجولة المقبلة على ما يبدو.
– من غير المستبعد ان تركز السعودية كل امكانياتها لتضمين ذلك كفقرة في قرار مجلس الامن الدولي الجاري اعداده، الذي سيتضمن خارطة طريق -التي طالب بها المجلس في بيانه الأخير- و ما يعنيه ذلك من الحاجة الى عقد سلسلة طويلة من اللقاءات التي ستحتاج لأشهر طويلة من الزمن، و يبدو ان الرياض ستحاول اقناع القوى الدولية بإعادة الملف اليمني الى قبة مجلس التعاون، خاصة بعد تجاوز تحفظات انصار الله على ذلك، و ربما المؤتمر الشعبي ايضا، كما قد يبدو في ظاهر الامر، و كمكافئة لها على جهودها الأخيرة في مكافحة الإرهاب، و التي اثمرت عن استعادة كبرى المحافظات اليمنية من سيطرة القاعدة؛ و كحافز يدفعها لمواصلة تلك الحملة في بقية المحافظات.
– هذا الامر يرجح ان مفاوضات الكويت لن تكون الأخيرة، و ان الرياض ستكون المحطة المقبلة للمفاوضات، و التي ستتحول مع الوقت الى مفاوضات مشابهة الى مؤتمر طائف يمني، و السعودية ستنتقل من حامل للموت على جناحي الـ اف 16 الى حامل لغصن الزيتون على ظهر غراب في صورة حمامة سلام.